للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أهل فارس (١) لما أنزل الله تعالى تحريم الميتة، كتبوا إلى مشركي قريش، وكانوا أولياءَهُمْ في الجاهلية، وكانت بينهم مكاتبة: إن محمدًا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله، ثم يزعمون أن ما ذبحوا فهو حلال، وما ذبح الله فهو حرام، ولا يأكلونه، فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء، فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٢).

ثم قال: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ}: في أكل الميتة {إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}.

١٢٢ - {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}:

هو ألف الاستفهام والتقرير، دخلت على واو النسق فبقيت على فتحها، يعني أومَنْ كان كافرًا ميتًا بالضلالة، فهديناه واجتبيناه بالإيمان {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ}: يستضيء به ويمشي {فِي النَّاسِ}: على قصد السبيل ومنهج الطريق (٣).


(١) المجوس: ديانة وثنية كانت منتشرة في بلاد فارس، يعبد أصحابها النار، ويؤمنون بوجود إلهيْن: أحدهما للنور، والآخر للظلمة، وهو الذي يمثل الشر.
"اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" للرازي (ص ٨٦).
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٦. وقال ابن كثير ٦/ ١٥٨: وهكذا قاله مجاهد، والضحاك، وغير واحد من علماء السلف، رحمهم الله.
(٣) جاء في حاشية النسخة (ت) ما نصه: النور: عبارة عن الهدى والإيمان، وقال الحسن: القرآن، وقيل: الحكمة، وقيل: هو النور المذكور في قوله: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [الحديد: ١٢] وقوله: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: ١٣] قرطبي. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>