للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر تلميذه الواحدي أن الناس كانوا يأتون إليه من أقاصي البلاد ودانيها، كي يسمعوا منه التفسير، ويتلقونه عنه (١).

وبروز الثعلبي في التفسير يدل على بروزه في علوم أخرى، وذلك لأنَّ العلوم الشرعية مترابطة، والمفسِّر لا يكون مفسِّرًا، حتى يلمَّ بالعلوم الأخرى التي تمكِّنه من التفسير، إذ يلزمه مثلًا أن يكون عالمًا بالسنة حتى يفسِّر بها القرآن، وأن يكون مُلمًّا باللغة، من نحوِ، وأدب، وغيرهما. ولا بد أن يكون على علم بالقراءات، وعلوم القرآن، وعلى علم بالفقه، والأحكام، وأصول الفقه، وغير ذلك من العلوم والمعارف، خاصةً وأن علماءنا الأوائل لم يكونوا يتحيَّزون في جانب تخصصي واحد، بل كان طلبهم للعلم -آنذاك- شاملًا لجميع العلوم الشرعية.

ولذا فالثعلبي رحمه الله كانت له مكانة أيضًا في علوم أخرى منها:

[علم القراءات]

ذكره ابن الجزري في طبقات القراء فقال: إمام بارع مشهور، روى القراءة عن على بن محمد الطرازي، روى عنه القراءة أبو الحسن على بن أحمد بن محمد الواحدي (٢).

والذين ترجموا له وصفوه بالمقرئ. كما سيأتي في ثناء العلماء عليه.


(١) "البسيط" ١/ ٤١٩.
(٢) "غاية النهاية" ١/ ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>