للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن فتح فعلى المفعول، أي أردف الله المسلمين، وجاءهم بهم، فأمدّهم الله تعالى بالملائكة، ونزل جبريل عليه السلام في خمسمائة مَلك مُجَنبة على الميمنة، وفيها أبو بكر - رضي الله عنه -، ونزل ميكائيل في خمسمائة على الميسرة، وفيها عليّ - رضي الله عنه -، وهم في صورة الرجال عليهم ثياب بيض، وعمائم بيض (١) أرخوا ما بين أكتافهم، فقاتلت الملائكة يوم بدر، ولم تقاتل يوم الأحزاب، ولا يوم حنين، ولاتقاتل أبدًا، إنّما يكون عددًا أو مددًا. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: بينما رجل من المسلمين يشتدّ في أثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أَقْدِم حَيْزُوم. أي: اسم فرسه، إذ نظر إلى المشرك أمامه خرّ مستلقيًا، فنظر إليه فإذا هو قد خُطِم وشُق وجهه، كضربة السوط، فجاء الرجل فحدّث بذلك النبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "صدقت ذلك من مدد السماء" فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين (٢). قال مجاهد: ما مُدّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مما ذكر الله سبحانه غير الألف من الملائكة مُرْدِفِينَ، التي ذكر الله في الأنفال، وأمّا الثلاثة والخمسة فكانت بُشرى (٣).

١٠ - قوله: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ}

يعئي الإمداد {إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.


(١) من (ت).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٩/ ١٩٣ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>