للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي} أي: بأنّي، قرأ عيسى: (إِنّي) بكسر الألف وقال: (إنّي) (١) {مُمِدُّكُمْ} وزائدكم ومرسل إليكم مددًا وردءًا لكم {بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} قرأ أهل المدينة ويعقوب (٢): {مُرْدِفِينَ} بفتح الدال، والباقون بكسره (٣)، فمن كسره فمعناه: متتابعين بعضهم في أثر بعض، يقال: أردفته وردَفته بمعنى تبعته، وقال الشاعر (٤):

إِذَا الجَوْزَاءُ أرْدَفَتِ الثُّرَيَّا ... ظَنَنْتُ بِالِ فَاطِمَةَ الظُّنُونَا (٥)

أراد ردفت. أي: جاءت بعدها، لأن الجوزاء أبدا (٦) تطلع بعد الثريا.


(١) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٥٠٤، وابن عادل الدمشقي في "اللباب" ٨/ ١١٨ كلاهما عنه.
وهي قراءة شاذة. انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خَالَويْه (ص ٥٤).
(٢) من (ت) و (س).
(٣) ذكره ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٢٠٧ قال: واختلفوا في {مُرْدِفِينَ} فقرأ المدنيان ويعقوب بفتح الدال.
(٤) حزيمة بن نهد بن زيد.
(٥) وفاطمة التي عناها في شعره هذا: فاطمة بنت يذكر بن عَنَزة، كان يهواها فخطبها من أبيها فلم يزوجه إياها، فقتله غِيلة، ومراده أَن الجوزاء تَرْدَفُ الثريَّا في اشْتِدادِ الحرّ فَتَتَكَبَّدُ السماء في آخر الليل وعند ذلك تَنْقطعُ المياه وتَجِفُّ، فتتفرق الناسُ في طلب المياه فَتَغِيبُ عنه مَحْبُوبَتُه فلا يدري أَين مَضَتْ ولا أَين نزلت.
انظر: "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ١٣/ ٨٥، "سمط اللآلي" للميمني ١/ ٩٩، "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ١١٤ (ردف).
(٦) من (ت) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>