للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ} بقولك. والعرب تضع الباء موضع عن، وعن موضع الباء (١).

{وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} بمصدقين.

٥٤ - {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ}

يعني: لست تتعاطى ما تتعاطاه من مخالفتنا وسب آلهتنا إلَّا أن آلهتنا {اعْتَرَاكَ} أصابك {بِسُوءٍ} بخبل وجنون فَأَجَنَّك؛ وهو الذي حملك على ما تقول وتفعل، ولا نقول فيك إلَّا هذا, ولا نحمل أمرك إلَّا على هذا (٢).


= قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من الأنبياء نبي إلَّا أعطي ما على مثله آمن البشر، وإنما وإن الذي أوتيت وحيًا أوحاه الله إليَّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" أخرجه البُخَارِيّ في كتاب فضائل القرآن (٤٩٨١)، ومسلم في كتاب الإيمان.
(١) انظر: "تفسير ابن حبيب" (١٠٨ ب)، "الوسيط" للواحدي ٢/ ٥٧٧، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ١٨٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١١٧ كقوله تعالى: {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} [الأعراف: ١٨٧] أي: بها. وقوله {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: ٥٩] أي: عنها.
(٢) قاله ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم، أخرجه عنهم الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٣٦١ - ٣٦٢، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ٢٠٤٦.
وقاله الفراء. انظر: "معاني القرآن" ٢/ ١٩.
وينظر أَيضًا "الدر المنثور" للسيوطي ٣/ ٦١٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ٣٨٨، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٧/ ٣٢٣، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١١٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>