للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي قدمه لنا الثعلبي لا يوجد قبله (١).

حتى إنَّ الإمام أبا عمرو الداني (ت ٤٤٤ هـ) الذي يعد من أقدم العلماء الذين كتبوا في عدد الآيات في كتابه "البيان في عبد آي القرآن" كان متأخرًا عن الثعلبي مما يفيد أنَّ الإمام الثعلبي كان رائدًا في هذا الباب.

وقد اهتمَّ الثعلبي في تفسيره بذلك، حيث نراه يصدِّر كلَّ سورة بذكر عدد حروفها، وكلماتها، وآياتها.

ففي أول تفسير سورة البقرة قال: سورة البقرة: مدنية، هي خمسة وعشرون ألفًا وخمس مئة حرف، وستة آلاف ومئة وإحدى وعشرون كلمة، ومئتان وست وثمانون آية في العدد الكوفي، وفي عدد أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه -.

[جـ- المكي والمدني]

معرفة المكي والمدني من أهم العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم، وهي من الأمور التي لا يستغني عنها المفسِّر لكتاب الله العظيم، فبمعرفة هذا العلم يمكن التمييز بين الناسخ والمنسوخ، كما يستعان بهذا العلم في تفسير القرآن الكريم؛ إذ إنَّ معرفة مكان النزول يعين على فهم المراد بالآية ومعرفة مدلولاتها (٢). لذلك جعل أبو القاسم


(١) "الثعلبي ودراسة كتابه" ٢/ ٦٤١.
(٢) "الإتقان" ١/ ٣٤، "دراسات في علوم القرآن" (ص ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>