للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن حبيب -شيخ الثعلبي- هذا العلم من أشرف علوم القرآن (١).

وقد اعتنى العلماء بهذا العلم وأفرده جماعة بالتأليف، منهم مكي ابن أبي طالب، والعزُّ الدريني، ولا تكاد تجد مؤلَّفًا في علوم القرآن إلا ويتضمن المكي والمدني (٢).

وكذلك المفسِّرون لا تجد تفسيرًا إلا وفيه بيان المكي والمدني بين مقل ومكثر، متوسع ومقتضب.

وفي مقدمة هؤلاء المفسرين أبو إسحاق الثعلبي حيث اعتنى في تفسيره "الكشف والبيان" بهذا النوع، وأولاه عناية كبيرة، ولذلك نراه قبل أن يفسِّر الآية يُبيِّن هل هي مكية، أم مدنية؟ وإذا كان في تعيين ذلك خلاف ساقه، وذكر الأقوال فيه.

ففي أول تفسير سورة الفاتحة: ذكر الخلاف فيها هل هي مكية، أم مدنية؟ وروى الآثار في ذلك بإسناده. حيث روى بإسناده عن علي، وابن عباس أنها نزلت بمكة. وذكر أن هذا قول أكثر العلماء.

ودلَّل على هذا القول بحديث عمرو بن شرحبيل قال: إنَّ أول ما نزل من القرآن {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)} [الفاتحة: ٢] الحديث. ثم روى بسنده عن مجاهد أنَّ الفاتحة نزلت في المدينة. وذكر ردَّ العلماء على مجاهد في قوله هذا (٣).


(١) نقله عنه الزركشي في "البرهان" ١/ ٢٤٨.
(٢) "الإتقان" ١/ ٣٤.
(٣) انظر الأسانيد (١٢٨، ١٢٩، ١٣٠، ١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>