والذي ينظر في تفسير الثعلبي وما حواه من القراءات، ويرى توجيه الثعلبي لتلك القراءات، يعلم مكانة الرجل في هذا العلم.
[علم الحديث]
إنَّ من يقف على مرويات الثعلبي وأسانيده في تفسيره، يعلم أن هذا الرجل كان راويةً بحق، وكيف لا يكون كذلك، وهو قد جمع من ثلاث مئة شيخ كما ذكر في مقدمة تفسيره، وروايته لم تقتصر على الحديث، وإنما كان يروي أقوال المفسرين بأسانيده، بل ويروي أبيات الشعر والأقوال الأخرى بإسناده.
وهو وإن كان غير مفتِّشٍ لما يرويه من الأحاديث ففيها الصحيح، والضعيف، والموضوع إلا أن هذا الكم الهائل من المرويات تدل على كثرة حديثه، وكثرة شيوخه، وسعة روايته (١). ولذا فقد وصفه بالحافظ كثير ممن ترجم له كما سيأتي.
[علم الفقه]
تبين لنا في المبحث السابق، أن الثعلبي رحمه الله كان فقيهًا شافعيًّا. وتفسيره مليء بالمسائل الفقهية، والأصولية، وعرْضُ الثعلبي للمسائل الفقهية، ونسبة الأقوال إلى أصحابها، وترجيحه بين الأقوال، وردوده على المخالفين دليل على قدمه الراسخة في هذا العلم. وسيأتي بيان ذلك عند الكلام عن منهجه.
(١) سيأتي تفصيل ذلك عند الكلام عن منهج المؤلف في الرواية، وسوق الأسانيد.