للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأجاب الله عز وجل دعاءهما وبعث جبريل عليه السلام فأراهما المناسك في يوم عرفة، فلما بلغ عرفات قال: يا إبراهيم (١)، عرفت؟ قال: نعم. فسمي الوقت عرفة والموضع عرفات (٢). {وَتُبْ عَلَيْنَا} أي تجاوز عنا وارجع إلينا بالرأفة والرحمة {إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ} أي المتجاوز الرجاع بالرحمة على عباده {الرَّحِيمُ}.

١٢٩ - قوله -عز وجل-: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ}

أي في الأمَّةِ المسلمة (٣) من ذرية إبراهيم وإسماعيل، وقيل: في أهل مكة (٤) {رَسُولًا مِنْهُمْ} أي مرسلًا، وهو فعول من الرسالة.

قال ابن الأنباري: يشبه أن يكون أصله قولهم ناقةٌ مِرْسَال ورسْلَةٌ إذا كانت سهلةَ السير ماضيةً أمام النوق، ويقال للجماعة المهملة المرسلة رَسَلٌ، وجمعه أرْسَال، ويقال جاء القوم أرْسَالًا أي بعضهم في إثر بعض، ومنه قيل للَّبن رِسلٌ لأنه يُرْسلُ من الشرع (٥).


(١) في (ج): قال لإبراهيم: عرفت يا إبراهيم؟ .
(٢) "السنن" لسعيد بن منصور ٢/ ٦١٥ (٢٢٠)، "جامع البيان" للطبري ١/ ٥٥٤، ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" (٣٨٧١)، "أخبار مكة" للأزرقي ١/ ٦٧، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٥١، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ١٤٦.
(٣) في (ج): المسلمين.
(٤) "النكت والعيون" للماوردي ١/ ١٩١، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٥١، "زاد المسير" ١/ ١٤٦، "لباب التأويل" للخازن ١/ ١١١، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٥٦٣.
(٥) نقله عنه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢/ ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>