للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَتْلُواْ} أي: يقرأ {عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ} أي كتابك، جمع الآية وهي العلامة، وقيل: الآية جماعة الحروف، قال الشيباني: هي من قولهم خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم (١) {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} قال بعضهم: الحكمة هاهنا الكتاب فنسق بها عليه لاختلاف اللفظين (٢). كقول الحطيئة (٣):

ألا حبَّذَا هِنْدٌ وأرض بها هندُ. . . وهندٌ أَتى مِنْ دُونِهَا النَّأْيُ والبعدُ (٤)

وقال مجاهد: يعني: بالحكمة فهم القرآن (٥).


(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٥٢ دون نسبة.
(٢) ذكره الرازي في "مفاتيح الغيب" ٤/ ٦٧، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٥٢، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٥٦٣.
(٣) هو جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة، شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، كان هجَّاءً عنيفًا، لم يكد يسلم من لسانه أحد، وهجا أمه وأباه ونفسه، وأكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب، فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبيات، فرواه ونهاه عن هجاء الناس، عاش إلى زمن معاوية، وتوفي نحو سنة (٤٥ هـ).
"طبقات فحول الشعراء" لابن سلام ١/ ٩٧، ١٠٤، "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (ص ١٩٩)، "الأعلام" للزركلي ٢/ ١١٨.
(٤) "ديوان الحطيئة" (ص ٣٩)، "شرح المفصل" لابن يعيش ١/ ١٠، "الأمالي" لابن الشجري ٢/ ٢٣٤، ٢٥٣، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٢/ ١٨٧، ٤/ ٥٨١. والشاهد قوله: (والنَّأي والبعد) حيث عطف (البعد) على (النأي) وهما بمعنى واحد، ولفظهما مختلف تأكيدًا.
(٥) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٢١٢، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ١٥٢، والخازن في "لباب التأويل" ١/ ١١٢، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٥٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>