للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٠١ - فقال {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي}

يعني: ملك مصر {وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} يعني: تعبير الرؤيا {فَاطِرَ} يعني: يا فاطر {السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: خالقهما وبارئهما. {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} ومتولي أمري {تَوَفَّنِي} يقول: اقبضني إليك (١). {مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} أي: بآبائي النبيين (٢).

فتوفاه الله تعالى طيبًا طاهرًا بمصر ودفن في النيل في صندوق من رخام.

وذلك أنَّه لمّا مَات تَشَاحَ الناس عليه كل يحب أن يُدفَن في محلتهم، لما يرجون من بركته فاجتمعوا على ذلك حتى همّوا بالقتال، فرأوا أن يدفنوه في النيل حيث يتفرق الماء بمصر، فيمر الماء عليه، ثم يصل إلى جميع مصر، فيكونوا كلهم فيه شرعًا واحدًا، ففعلوا (٣).


(١) هذا قول كثير من المفسرين، وأن يوسف تمنى الموت.
وقال ابن عباس في رواية عطاء: يريد لا تسلبني الإسلام حتى تتوفاني عليه.
وقال الضحاك توفني على طاعتك واغفر في إذا توفيتني.
قلت: وعلى هذا القول ليس فيه دليل على تمني الموت.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١٦/ ٢٨٠، "البسيط" للواحدي (١٥٦ ب)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٩٢.
(٢) قاله ابن عباس وغيره انظر: "البسيط" للواحدي (١٥٦ ب).
(٣) هذا من المنقول عن بني إسرائيل.
انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ١/ ٣٦٣، "البداية والنهاية" لابن كثير ١/ ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>