للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - وأما قوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ (٢)}

فاختلفوا فيه: فقال ابن عباس ومجاهد والحسن وسعيد بن جبير: الذي لا جوف له، وقال سعيد بن المسيّب: الذي لا حشو له، الشعبي: الذي لا يأكل ولا يشرب، (عكرمة: الذي لا يخرج منه شيء) (١) وقيل: تفسيره ما بعده، وإليه ذهب القرظي (٢) (٣).


= انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأَصْبهانِيّ (ص ١٩٤)، "التيسير" للداني (ص ٩٦)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٧٩، "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٣١، "فتح القدير" للشوكاني ٢/ ٣٥٢.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل، وما أثبته من (ب)، (ج).
(٢) في الأصل: الشعبي: الذي لا يأكل ولا يشرب، وإليه ذهب القرظي، وقيل تفسيره ما بعده، وما أثبته من (ب)، (ج)، لأنه هو الصواب، إذ محمَّد بن كعب القرظي لم يقل بقول الشعبي، وإنما قال: الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، فجعل تفسيره ما بعده، كما في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٦.
(٣) هذِه الأقوال رواها ابن أبي عاصم في "السنة" ١/ ٢٩٩، ورواها الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٤.
فأما قول ابن عباس فإسناد ابن أبي عاصم فيه عبد الله بن ميسرة، أبو إسحاق، الكُوفيّ، ضعيف، كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ١/ ٥٣٩. وفي إسناد الطبري عطية العوفي، صدوق يخطئ كثيرًا، كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ١/ ٦٧٨. فالأثر بهذين الطريقين يكون حسنًا والله أعلم.
وأما قول مجاهد والحسن فروياه بإسناد صحيح. وأما قول سعيد بن جبير فإسناد ابن أبي عاصم فيه محمَّد بن مسلم الطَّائِفِيِّ، صدوق، يخطئ من حفظه كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ٢/ ١٣٣، إلَّا أنَّه قد تابعه عند الطبري الرَّبيع بن مسلم الجمحي، وهو ثِقَة، كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ١/ ٢٩٥ فيكون الأثر صحيحًا.
وأما قول سعيد بن المسيّب فإسناده ضعيف، فيه المستقيم بن عبد الملك، واسمه =

<<  <  ج: ص:  >  >>