للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طلب التعجيل بالأمر وهو الإتيانُ به قبل وقته، {لَوْلَا} هلا {تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ} بالتوبة من كفركم {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.

٤٧ - قوله تعالى: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا} تشاءمنا وأصلُه تطيرنا {بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ}

وذلك أن المطر أمسك عنهم في ذلك الوقت وقحطوا (١) فقالوا أصابنا هذا الضر من شمؤمك وشؤم أصحابك، وإنما ذكر التطير بلفظ الشأم على عادة العرب في نسبتهم الشؤم إلى البارح وهو الطائر الَّذي يأتي من جانب اليد الشومى وهي اليسرى (٢).

{قَالَ طَائِرُكُمْ} عملكُم من الخير والشر ما يصيبُكُم من الخصبِ والجدبِ (٣) {عِنْدَ اللَّهِ} بأمره وهو مكتوبٌ على رؤوسكم، لازمٌ أعناقكم وليس ذلك إليَّ ولا علمه عندي (٤).


(١) القحط: احتباس المطر، والجدب.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٣٧٤، "الصحاح" للجوهري (٥٢٢).
(٢) انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٤١١.
(٣) الجدب ضد الخصب. انظر: "الصحاح" للجوهري (٩٤)، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٢٤٢ - ٢٤٣.
(٤) لأن ذلك من القضاء والقدر، وهو مما اختص بعلمه الله سبحانه، قال الطبري: ما قضي له أنَّه عامله، وهو صائر إليه من شقاء أو سعادة بعلمه، في عنقه لا يفارقه. "جامع البيان" ١٥/ ٥٠.
وقال الأزهري: الأصل في هذا أن الله سبحانه لما خلق آدم عَلِم المطيع من ذريته والعاصي فكتب ما علمه منهم أجمعين وقضى بسعادة من علمه مطيعًا وشقاوة من علمه عاصيًا، فطار لكل ما هو صائر إليه عند خلقه وإنشائه.
انظر: "شفاء العليل" لابن القيم ١/ ٢٢٠، "مفتاح دار السعادة" لابن القيم ٢/ ٢٣٢ - ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>