(٢) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٨، عن الحسن. (٣) فائدة: وما كان لإبليس عليهم من تسليط واستيلاء بالوسوسة إلَّا لغرض صحيح، وحكمة بينة، وذاك أن يتميز المؤمن بالآخرة من الشَّاك فيها، وعلل التسليط بالعلم، والمراد ما تعلق به العلم وهو وجود ذلك منهم، كما في قوله تعالى حكايته عن إبليس: {فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} يعني: أنتم أحق بالملامة مني، فإنِّي لم أقهركم على الكفر، وكما في قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (٣٢)} يعني: أنتم أحق بالملامة لأنكم قادرون على أفعالكم، فاخترتم السيئ، كما أن الداعي لكم المُزين للمعاصي والكفر لم يقهركم على ذلك، وإن كان ملومًا أَيضًا، وقرأ الزهري (ليُعلم) على ما لم يسم فاعله. (٤) قال الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٨: (وربك) يَا محمَّد على أعمال هؤلاء الكفرة به، وغير ذلك من الأشياء كلها حَفِيظٌ لا يعزب عنه علم شيء منه، وهو مُجاز جميعهم يوم القيامة، بما كسبوا في الدنيا من خير وشر.