للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ومن يشاقق الله) بإظهار التضعيف كالتي في الأنفال، وأدغم الباقون (١).

{فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

٥ - قوله -عز وجل-: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ}

وذلك أنَّ نبي الله - صَلَّى الله عليه وسلم - لما نزل ببني النضير، وتحصنوا في حصونهم، أمر بقطع نخيلهم وإحراقها ففزعوا عند ذلك.

وقالوا: يا محمَّد زعمت أنك تريد الصلاح! أفَمِنَ الصلاح قطع النخيل وعقْرُ الشجر؟ وهل وجدت فيما أنزل عليكَ بإباحة الفساد في الأرض، فشقَّ ذلك على النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ووجد المسلمون في أنفسهم من قولهم، وخشوا أن يكون ذلك فسادًا، فاختلفوا في ذلك، فقال بعضهم: لا تقطعوا فإنَّه مما أفاء الله علينا، وقال بعضهم: اقطعوا فنغيظهم بذلك، فأنزل الله -عز وجل- بتصديق مَن نهى عن القطع، وتحليل من قطع من الإثم بهذِه الآية. فأخبر أن قطعه وتركه بإذن الله تعالى (٢).


(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٦، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٤٤.
(٢) أخرج التِّرمذيُّ في كتاب التفسير باب: ومن سورة الحشر، حديثًا عن عبد الله بن عباس يؤيد سبب النزول (٣٣١٤)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ٣٤، ونسبه ليزيد بن زومان وقتادة مجاهد.
وانظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٥٠١ نحوه، "أسباب النزول" للواحدي (٤٣٦ - ٤٣٧)، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢١٨ به مختصرًا، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٧١ نحوه، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٠٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>