للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومحل ذلك نصب بوقوع المجازاة عليهم تقديره: جزيناهم ذلك بما كفروا، وهل نجازي إلَّا الكفور؟ ! .

قرأ أهل الكوفة بالنُّون وكسر الزاي ونصب الراء، واختاره أبو عبيد قال: لقوله {جَزَيْنَاهُمْ}، ولم يقل (١): جُوزوا. وقرأ الآخرون بياء مضمومة وفتح الزاي ورفع الراء (٢).

ومعنى الآية: وهل نجازي (٣) مثل هذا الجزاء إلَّا الكفور؟ ! .

وقال مجاهد: نجازي أي: نعاقب (٤).

١٨ - {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} وهي الشَّام (٥).

{قُرًى ظَاهِرَةً} أي: متواصلة، تظهر الثَّانية من الأولى لقربها منه.

قال الحسن: كان أحدهم يغدو فيقيل في قرية، ويروح فيأوي إِلَى قرية أخرى، قال: وكانت المرأة تخرج معها مغزلها، وعلى رأسها


(١) في (م): يقولوا.
(٢) والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قراء الأمصار، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، ومعنى الكلام: كذلك كافأناهم على كفرهم بالله، وهل يُجازى إلَّا الكفور لنعمة الله؟ ! .
انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ٨٨.
قال النحاس: والأمر في هذا واسع، والمعنى فيه بين، ولو قال قائل: خلق الله تعالى آدَمَ من طين، وقال آخر: خلق آدَمَ من طين، لكان المعنى واحدًا.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٢٨٨.
(٣) في (م): يجازى.
(٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٣، عن مجاهد.
(٥) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٨٣ - ٨٤، عن مجاهد. وقيل: بيت المقدس، وعن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>