للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا تفنيد الموضوع منها، لا الحط من مقامهم وقرض أعراضهم، كيف وقد تلقَّى الصحابة ومَن بعدهم الإسرائيليات وحكَوها، بل بعضهم اقتنى أسفارها، وأدمن مطالعتها، لما استبان له من البشائر النبويَّة، وتحقق تحريفهم (١).

[٣ - اعتماده على بعض الروايات الواهية في التفسير]

روى الثعلبي في مقدمة تفسيره "الكشف والبيان" تفسير ابن عباس من عدة طرق بإسناده الخاص.

وقد روى عن ابن عباس الطرق الثابتة عنه. وروى كذلك الطرق الواهية عن ابن عباس، فقد روى عنه أوهى الطرق إليه في التفسير، وهي رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. ورواها عن الكلبي من عدة طرق، من ضمنها أوهى هذِه الطرق وهي رواية السدي الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس (٢). وهي سلسلة الكذب كما قال السيوطي. ولذلك عدل عن هذِه الرواية ابن جرير، وابن أبي حاتم، وغيرهما من المفسرين. وكان الواجب على الثعلبي العدول عن هذِه الرواية وإن كان قد رواها بالإسناد.

ومن الروايات التي اعتمدها الثعلبي وهي واهيةٌ عن ابن عباس أَيضًا: التفسير الذي يرويه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، عن


(١) "محاسن التأويل" ١/ ٤١، ٤٢.
(٢) انظر الأسانيد (٧، ٨، ٩، ١٠، ١١، ١٢، ١٣، ١٤، ١٥) وغيرها، وقد تمت هناك دراسة هذِه الأسانيد. وذكر أقوال العلماء في رواية الكلبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>