للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعل به ذلك ما قال: (ربي أهانني) (١).

ثم رد عليه فقال عز من قائل:

١٧ - {كَلَّا} لم أبتله بالغنى لكرامته علي، ولم أبتله بالفقر لهوانه علي،

وإن الفقر والغنى من تقديري وقضائي، فلا أكرم من أكرمته بالغنى، وكثرة الدنيا، ولا أُهين من أهنته بالفقر، وقلة الدنيا، ولكني إنما أُكرم من أكرمته بطاعتي، وأُهين من أهنته بمعصيتي (٢).

وقال الفراء: معنى قوله تعالى: {كَلَّا} لم ينبغ له أن يكون هكذا، ولكن ينبغي أن يحمده على الأمرين جميعًا (٣) على الغنى، والفقر (٤).

ثم قال: {كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} (٥) يعني: أهنت من أهنت من أجل أنه لا يكرم اليتيم (٦).


(١) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٢، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٤٢١، ولم ينسبه، وابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" (ص ٤٠٨)، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥١.
(٢) قاله قتادة: أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٢، وذكره ابن فورك [٢١٧/ ب] والواحدي في "الوسيط" ٤/ ٤٨٣ عن مقاتل، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٤٢١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥١، ولم ينسباه.
(٣) من (س).
(٤) في "معاني القرآن" ٣/ ١٨٣، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٢، وابن عادل الدمشقي في "اللباب" ٢٠/ ٣٢٧.
(٥) كذا، والمصنف رحمه الله درج على قراءة حفص، عن عاصم.
(٦) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٣، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ١٢٠. =

<<  <  ج: ص:  >  >>