لم يتعرض الإمام الثعلبي رحمه الله لبيان اعتقاده في مؤلف خاص كما جرت به عادة بعض المتقدمين، إلا أنه من خلال تفسيره لكلام الله عز وجل كان لزامًا عليه أن يتعرض للكثير من المباحث العقدية ويبين عن رأيه فيها.
وليس بوسعنا في هذا المقام أن نعرض لجميع المواطن التي ناقش الثعلبي فيها مباحث عقدية وإن كان هذا الأمر مهمًا لمن أراد أن يصدر عن رأي دقيق وتفصيلي حول منهج هذا الإمام في إثبات مسائل العقيدة.
ولكن حسبنا في مثل هذِه العجالة أن نعرض لبعض المواضع التي عبر فيها المصنف عن آرائه حول بعض مسائل الاعتقاد التي تلقي الضوء على المنهج العام الذي سار عليه المصنف رحمه الله في تناول مسائل العقيدة، فنقول وبالله التوفيق:
إن المتأمل لتفسير أبي إسحاق يجد أنه تعرض من خلاله لكثير من مباحث العقيدة المتنوعة، فقد تعرض لمسائل الإيمان، والقدر، واليوم الآخر، والنبوات، والتوحيد وغيرها من المباحث.
وكان في أكثر هذِه المباحث مُبينًا عن الحق بدليله، ذابًّا عن منهج أهل السنة والجماعة، رادًّا على الفرق الضالة والمنحرفة.