للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذهب الأشعري أمثال ابن فورك وأبي إسحاق الإسفراييني وغيرهما، مما كان له بالغ الأثر في آراء أبي إسحاق الاعتقادية خاصة ما يتعلق بالصفات، وقد أظهر مذهبه هذا، ونافح عنه، وهاجم خصومه.

ومن الأمثلة على ذلك (١):

١ - تأويل صفة الرحمة: في قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}: إذ ذكر الثعلبي قولين في صفة الرحمة، قال: والرحمة: إرادة الله الخير لأهله، وهي على هذا القول صفة ذات.

وقيل: هي ترك عقوبة من استحق العقوبة، وابتداء الخير على من لا يستحق، وعلي هذا القول صفة فعل.

وهكذا سلك الثعلبي مسلك التأويل، فقام بصرف الآية عن معناها الظاهر.

والحق في هذا الباب أن الآية دلت على أن الرحمة من صفات الله جل شأنه، فنثبت صفة الرحمة له سبحانه على ما يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٢).

[٢ - تأويل صفة الغضب]

لما فسَّر الثعلبي قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} قال: واختلفوا في معنى الغضب من الله عز وجل:


(١) انظر: "المفسرون بين التأويل والإثبات" للمغراوي (٢/ ٦) وما بعدها.
(٢) وسيأتي الكلام على هذِه التأويلات في مواضعها إن شاء الله من التفسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>