للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال السدي: هؤلاء الذين هاجروا من بعد.

{يَقُولُونَ} أي: في حال قولهم (١).

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}، يعني: من أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم -.

{وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} أي: حقدًا وحسدًا للمسلمين (٢) وفي الآية دليل على محبة الصحابة، لأنَّه جعل لمن بعدهم حظًّا في الفيء ما أقاموا على محبتهم وموالاتهم والاستغفار لهم {رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

١١ - قوله -عز وجل- {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا}

أي: أظهروا بألسنتهم الإيمان وأسروا الكفر، وهو مأخوذ من نافقاء اليربوع وهو أحد جحريه إذا أخذ عليه أحدهما أخذ في جُحر آخر، فيقال فيه نفق ونافق، فيدخل من باب ويخرج من آخر (٣)، فشبه فعل المنافق بفعل اليربوع، لأنَّه يدخل في الإسلام باللفظ ويخرج منه بالعقد والنفاق، لفظ إسلامي لم تكن العرب تعرفه قبل الإسلام (٤) وهؤلاء عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه (٥).


(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٣٣.
(٢) انظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٧٥.
(٣) انظر: "لسان العرب" لابن منظور (نفق).
(٤) انظر: "لسان العرب" لابن منظور (نفق).
(٥) انظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٧٧، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>