للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٤ - {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤)}

هذا على جهة الإنصاف في الحجاج، كما يقول القائل: أحدنا كاذب، وهو يعلم أنَّه صادق، وأن صاحبه كاذب.

والمعنى: ما نحن وأنتم على أمر واحد، إن أحد الفريقين لمهتد، والآخر ضال (١)، فالنبي ومن اتبعه على الهدى، ومن خالفه في ضلال، فكذَّبهم بأحسن من تصريح الكذب (٢).

وقيل: هذا على وجه الاستهزاء بهم، وهو غير شاك في دينه، وهذا كقول الشَّاعر، وهو أبو الأسود:

يقول القائلون بنو قشير ... طوال الدهر ما ننسى عليًا

فإن يك حبهم رشدًا أحبه ... وليس بمخطي إن كان غيا

بنو عم الرسول وأقربوه (٣) ... أحب النَّاس كلهم إليا (٤)


(١) وهو قول قتادة، رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٩٣.
(٢) في (م): التكذيب.
(٣) جاء هذا البيت قبل البيت السابق في (م) وكُتب هكذا: فإن يكن الرسول وأقربوه.
(٤) هذِه الأبيات رواها ابن عساكر، عن أبي الأسود، فقال: وكان أبو الأسود ممن صحب عليًا، وكان من المتحققين بمحبته ومحبة ولده. . ثم ساق الأبيات إِلَى أن قال: وكان نازلا في بني قشير بالبصرة، وكانت بنو قشير عثمانية، وكانت امرأته =

<<  <  ج: ص:  >  >>