للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (١١)}.

١٢ - {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}

في العدد (وليس في القرآن آية تدل على أن الأرضين سبع إلا هذِه الآية) (١) {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} بالوحي من السماء السابعة إلى الأرض السفلى.

وقال أهل المعاني: هو ما يدبر فيهن من عجائب تدبيره، فينزل المطر، ويخرج النبات، ويأتي بالليل والنهار، والشتاء والصيف، ويخلق الحيوان على اختلاف هيئاتها وأنواعها، وتنقلهن من حال إلى حال (٢).


(١) من (ت).
وقد بين الإِمام ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٢٧ - ٣٢٨ أن ظاهر هذِه الآية يدل على أن الأرضين سبع وقال: إنه قول الجمهور، ويستدل يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من غصب شبرا من أرض طوقه من سبع أرضين"، وهو حديث رواه الشيخان عن عائشة - رضي الله عنهما -.
قال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" ١٣/ ٣٤٠: وهذا القول يقرب من قول علماء طبقات الأرض -الجيولوجيا- من إثبات طبقات أرضية لكنها لا تصل إلى سبع طبقات. اهـ.
وقد ذهب غير الجمهور إلى أن معنى مثلهن في الآية: مماثلة الأرض للسموات في دلالة خلقها على عظيم قدرة الله تعالى لا على أن الأرض مثل السماء في عددها. قال ابن عاشور: وهذا أظهر ما تؤول به الآية. اهـ قلت: والأظهر ما عليه الجمهور لدلالة الحديث، والله أعلم.
(٢) "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>