للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١١ - {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} (١) (٢) الآية.

قراءة العامة (يُنقص) بضم الياء.

وقرأ الحسن وابن سيرين وعيسى: (يَنقُص) بفتح الياء وضم القاف.

وقرأ الأعرج: (مِن عُمْره) بالتخفيف.


(١) سماه معمرًا بما هو سائر إليه، وهذا كقوله تعالى حكايته عن أصحاب يوسف عليه السلام: {قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا}.
(٢) قال سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ} إلا كتب عمره، كم هو سنة كم هو شهرا كم هو يوما كم هو ساعة ثم يكتب في كتاب آخر: نقص من عمره يوم، نقص شهر، نقص سنة، حتى يستوفي أجله. وقال سعيد بن جبير أيضًا، قال: فما مضى من أجله فهو النقصان، وما يستقبل فهو الذي يعمره؛ فالهاء على هذا للمعمر. وقيل: إن الله كتب عمر الإنسان مائة سنة إن أطاع، وتسعين إن عصى، فأيهما بلغ فهو في كتاب. وهذا مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" أي أنه يكتب في اللوح المحفوظ: عمر فلان كذا سنة، فإن وصل رحمه زيد في عمره كذا سنة فبين، ذلك في موضع آخر من اللوح المحفوظ، إنه سيصل رحمه فمن أطلع على الأول دون الثاني ظن أنه زيادة أو نقصان، والكناية على هذا ترجع إلى العمر. وقيل: المعنى {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ} أي: هرم، ولا ينقص آخر من عمر الهرم إلا في كتاب، أي بقضاء من الله جل وعز. روي معناه عن الضحاك واختاره النحاس، قال: وهو أشبهها بظاهر التنزيل. وروي نحوه عن ابن عباس. فالهاء على هذا يجوز أن تكون للمعمر، ويجوز أن تكون لغير المعمر.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>