للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال قوم: هذِه الكناية راجعة إلى العمل، يعني أن الكلم (١) الطيب يرفع العمل (٢)، فلا يرفع ولا يقبل عمل إلا أن يكون صادرًا عن التوحيد، وعائد الذكر يرفع وينصب، وهذا التأويل اختيار نحاة الكوفة، وقال آخرون: الهاء كناية عن العمل، والرفع من صفة الله تعالى، أي: يرفعه الله تعالى.

{وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ} (٣) يعني يعملون السيئات.

قال مقاتل: يعني الشرك (٤).

وقال أبو العالية: يعني الذين مكروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دار الندوة.

وقال الكلبي: يعني يعملون السيئات في الدنيا.

وقال ابن عباس ومجاهد وشهر بن حوشب: هم أصحاب الرياء (٥).

{لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} أي: يكسد ويفسد (٦) ويضل ويضمحل في الآخرة.


(١) في (م): العمل.
(٢) وهذا قول ابن عباس، وشهر بن حوشب، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة، وأبي العالية، والضحاك. وهو أولى الأقوال وأصحها لعلو من قال به، وأنه في العربية أولى؛ لأن القراء على رفع العمل. ولم يقرأ منصوبا إلا شيئًا روي عن عيسى بن عمر أنه قال: قرأه أناس (والعمل الصالح يرفعه الله) ذكره القشيري. وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣٣١.
(٣) في (م): يمكرون يعملون السيئات.
(٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٢١، عن قتادة.
(٥) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٢١، عن شهر بن حوشب.
(٦) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٢١، عن قتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>