للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأوحى الله إلى يوشع بن نون: إني مهلك من قومك أربعين ألفًا من خيارهم، وثمانين (١) ألفًا من شرارهم، فقال: يا رب، هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي، وواكلوهم، وشاربوهم (٢).

٦٤ - {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}

قال ابن عباس، وعكرمة، والضحاك، وقتادة: إن الله تعالى كان (٣) قد بسط على اليهود، حتى كانوا من أكثر الناس مالًا، وأخصبهم ناحية، فلما عصوا الله في محمد، وكذبوا به، كف الله عنه ما بسط عليهم من السعة، فعند ذلك قال فنحاص بن عازورا: يد الله مغلولة. لم يريدوا إلى عنقه، ولكنهم أرادوا أنها محبوسة مقبوضة ممسكة عن الرزق، فنسبوه إلى البخل (٤).

قال أهل المعاني: إنما قال هذِه المقالة فنحاص، فلم ينهه الآخرون، ورضوا بقوله، فأشركهم الله فيها، وأراد باليد العطاء؛ لأن عطاء الناس وبذل معروفهم في الغالب بأيديهم، فاستعمل الناس اليد في وصف الإنسان بالجود، والبخل.


(١) في (ت): ستين.
(٢) الأثر أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٤/ ٣١٠، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٧/ ٥٣ (٩٤٢٨) من حديث الوضين بن عطاء، وهو ضعيف.
(٣) سقط من (ت).
(٤) أخرج أقوالهم الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٣٠٠، بروايات مختصرة عما هنا، وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ١١٦٧ عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>