- قال: ويحيى بن يمان لا يحتج بحديثه؛ لكثرة خطئه، وسوء حفظه.
وهذا الجانب يدل على فهم من الثعلبي لعلوم الحديث ومصطلحه، ودراية بأحوال الرجال، وإلمام بطبقات الرواة وتواريخهم.
وقد كانت "سنن النسائي" من مصادره التي اعتمد عليها، وهو كتاب حافل، يحوي أقوالًا كثيرة في أحوال الرجال، وفي بيان بعض العلل الخفية في الإسناد والمتن.
[١١ - عدم الاقتصار على الأحاديث الصحيحة، بل قد أكثر من ذكر الأحاديث الواردة في الترغيب والترهيب]
فالثعلبي كان يروي بإسناده الحديث الصحيح والحسن والضعيف والواهي والموضوع. شأنه في ذلك شأن معظم المفسِّرين، إلا أنَّه يتميَّز عن أكثرهم بأنه يروي بالسند، ومن أسندك فقد أحالك، وهذا الأمر يخفِّف عنه التَّبِعة في روايته للأحاديث الموضوعة، إلا أنه مع ذلك لا يسلم من اللوم على صنيعه هذا.
ومثال ما رواه في ذلك: عند تفسير قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}[الإنسان: ٢١] أورد قصة الحبشي بطولها مع ضعف إسنادها.
[١٢ - الاستدلال بالحديث على المعنى اللغوي]
مثال ذلك:
- عند قوله تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}[البقرة: ٤٥] قال في بيان معنى الصبر: وأصل الصبر هو الحبس، ومنه الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في