للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١ - قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيًّاتَّقِ اللهَ}

نزلت في أبي سفيان بن حرب، وعكرمة بن أبي جهل، وأبي الأعور عمرو بن سفيان السلمي، وذلك أنَّهم قدموا المدينة (١) فنزلوا على عبد الله بن أُبيّ رأس المنافقين بعد قتال أحد (٢)، وقد أعطاهم النَّبِيّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الأمان على أن يكلموه، فقام معهم عبد الله بن سعد بن


= حزم ٢/ ٨٣.
وقال الألباني رحمه الله: قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمة كتابه، يعني"الصحيح"، يقتضي أنَّه لا تروى أحاديث الترغيب والترهيب إلَّا عمن تروى عنه الأحكام. . قلت الألباني: وهذا الذي أدين الله به وأدعو النَّاس إليه، أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقًا لا في الفضائل والمستحبات، ولا في غيرهما، ذلك لأن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح بلا خلاف أعرفه بين العلماء، وإذا كان كذلك فكيف يقال يجوز العمل به، والله عز وجل قد ذمه في غير ما آية من كتابه فقال تعالى: {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}، وقوله: {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" متفق عليه. . واعلم أنَّه ليس لدى المخالفين لهذا القول الذي اخترته أي دليل من كتاب ولا سنة. "صحيح الجامع الصغير" ١/ ٤٥.
(١) يأتي الكلام على المدينة وتسميتها عند تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ} الآية.
(٢) وهي الغزوة المشهورة التي وقعت بين المسلمين والكافرين، وكانت يوم السبت الحادي عشر من شوال سنة ثلاث من الهجرة، قاله الزُّهْرِيّ، وقتادة، وموسى بن عقبة، ومحمَّد بن إسحاق، ووقعت عند جبل أحد، وسمي أحدًا لتوحده بين الجبال، وفي "الصحيح": "أحد جبل يحبنا ونحبه".
انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ٦/ ١٠ - ٦٤، "السيرة النبوية" لابن كثير ٢/ ٣٨٠ - ٤٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>