وهذا دليل آخر علي سعة علم الثعلبي رحمه الله، وهذِه الموسوعية ما هي إلا ثمرة الجد والهمَّة العالية في طلب العلم.
[ميادين علمه]
كما تنوَّعت معارف الثعلبي وعلومه، تنوَّعت كذلك الميادين التي تلقَّي فيها أبو إسحاق هذِه العلوم.
وهذِه الميادين هي:
أ- دار الثعلبي: ذكر رحمه الله في مقدمة كتابه أنه روى تفسير الدمياطي عن شيخه أبي حامد الصوفي في داره (أي دار الثعلبي).
قال رحمه الله: تفسير الدمياطي. . أخبرنا أبو حامد أحمد بن الوليد الصوفي بقراءتي عليه في داري سنة ثمان وأربع مئة.
وكذلك يروي رحمه الله عن شيخه ابن فنجويه في داره، فيقول في تفسير سورة الإخلاص: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الثقفي الحافظ بقراءتي عليه في داري.
ب- دُور شيوخه: إذ كان الثعلبي رحمه الله يقصد شيوخه في منازلهم، يجلس بين أيديهم، يسمع منهم، ويقرأ عليهم.
فها هو رحمه الله يقصد دار شيخه المُكثِر عنه أبي محمد عبد الله بن حامد الأصفهاني الوزان، ليجلس بين يديه، ويسمع منه تفسير أبي حذيفة النهدي، الذي يرويه ابن حامد بسنده إلى أبي حذيفة.
يقول رحمه الله: تفسير النهدي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حامد