للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القصور، وطائفة يلبنون اللبن ويطبخون الآجر، وطائفة نجارون وحدادون، والضعفة منهم عليهم الخراج ضريبة يؤدونها كل يوم، فمن غربت عليه الشمس قبل إن يؤدي ضريبته غلت يمينه إلى عنقه شهرًا، وأما النساء فيغزلن الكتان وينسجنه (١). فـ {قَالَ} قَالَ موسى -عليه السلام- {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ} فرعون {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ} ويسكنكم مصر من بعدهم {فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} فحقق الله تعالى ظن موسى -عليه السلام- فغرق فرعون، واستخلفهم في ديارهم وأموالهم فعبدوا العجل.

١٣٠ - قوله عَزَّ وَجَل-: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ}

بالجدوب والقحوط سنة بعد سنة. يقال منه أَسَنَّت القوم. أي: جدبوا. قال الشاعر (٢):

عَمرُو العُلى هَشَم الثَّرِيدَ لِقَوْمه ... ورجالُ مَكّةَ مُسْنِتْوُن عِجافُ (٣)

{وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ} والغلات بالآفات والعاهات، قال كعب: يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة إلا ثمرة واحدة (٤)، قال قتادة:


(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٩١ عنه بنحوه.
(٢) نسبه الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ٢/ ٢٥١ إلى مطرود بن كعب الخزاعي، ثم قال: وقال ابن الكلبي: إنما قاله ابن الزبعري. وكذا قال ابن كثير "البداية والنهاية" لابن كثير ٢/ ٢٥٣، وإلى أحدهما نسبته بقية المصادر.
(٣) انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد ١/ ١٧٥، "تهذيب اللغة" للأزهري ٦/ ٩٥.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢٩ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>