وأما قول الشعبي فإسناد ابن أبي عاصم صحيح، وإسناد الطبري فيه زكريا بن أبي زائدة ثِقَة، إلَّا أنَّه مدلس كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ١/ ٣١٣، وقد عنعن، لكن قد تابعه يحيى بن سعيد وعيسى بن يونس عند ابن أبي عاصم. وأما قول عكرمة فروياه بإسناد صحيح، وقد ضعفَّه العلَّامة الألباني في تخريجه لكتاب "السنة" لابن أبي عاصم حيث وهم -حفظه الله- في تسمية أبي رجاء الراوي عن عكرمة، فسماه مطر بن طهمان، وهو صدوق كثير الخطأ كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ٢/ ١٨٧ إلَّا أن أَبا رجاء قد جاء مصرحًا به عند الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٦، فقال: عن أبي رجاء محمَّد بن سيف -تصحف فيه إلى يوسف-، ومحمَّد بن سيف ثِقَة كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ٢/ ٨٥. بالإضافة إلى أن ابن أبي عاصم قد رواه عن أبي رجاء من ثلاثة طرق: من طريق شعبة عنه، ومن طريق إسماعيل بن عليّة عنه، ومن طريق يزيد بن زريع عنه. وكلهم قد رووا عن محمَّد بن سيف. بخلاف مطر بن طهمان فإنِّي لم أر من هؤلاء روى عنه سوى شعبة. وأما قول محمَّد بن كعب القرظي فروياه بإسناد ضعيف فيه أبو معشر الراوي عنه، واسمه نجيح بن عبد الرَّحْمَن السندي ضعيف، كما في "تقريب التهذيب" لابن حجر ٢/ ١٤١، إلَّا أن الإِمام أَحْمد قال: يُكتب حديثه عن محمَّد بن كعب في "التفسير"، وقال ابن المدينيّ: يحدث عن محمَّد بن كعب بأحاديث صالحة "تهذيب التهذيب" لابن حجر ٥/ ٦١١ - وروى بعض هذِه الأقوال البيهقي في "الأسماء والصفات" ١/ ١٥٦. وانظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٥٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ٢٦٨. ومعنى هذِه الأقوال: أي أن الله غني عن هذِه الأشياء لكمال غناه سبحانه وتعالى، والخالق جلَّ وعلَا أحق بكل غنى وكمال جعله لبعض مخلوقاته. انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية ١٧/ ٢٣٩. (١) أبو طاهر النَّيْسَابُورِيّ، تغير عقله قبل موته، وما سمع أحد من بعد تغيره.