للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إليهم بهذا: إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق، ما يريد القوم إلا أن يعاملوا، فإن وجدوا فرصة انتهزوها، وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم، وخلَّوا بينكم وبين الرجل في بلادكم، فأرسلوا إلى قريش وغطفان: أنا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنًا. فأبوا عليهم، وخذل الله بينهم، وبعث عليهم الريح في ليالٍ شاتية شديدة البرد حتى انصرفوا راجعين والحمد لله رب العالمين (١).

{وَإِذْ زَاغَتِ} مالت (٢) {الْأَبْصَارُ} وشخصت. {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} (٣) فزالت عن أماكنها حتى بلغت الحلوق من الفزع.

{وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} فأما المنافقون فظنوا أن محمدًا وأصحابه سيُغلبون ويُستأصلون، وأما المؤمنون فأيقنوا أن ما وعدهم الله حق، وأنه سيظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون.

واختلف القراء في قوله: (الظنونا، والرسولا، والسبيلا):

فأثبت الألفات فيها وصلًا ووقفًا أهل المدينة، والشام، وأيوب، وعاصم برواية أبي بكر، وأبي عمرو، وبرواية عياش، والكسائي برواية


(١) وهذا الذي ذكره ابن إسحاق من قصة نعيم بن مسعود أحسن مما ذكره موسى بن عقبة، وقد أورده عنه البيهقي في "دلائل النبوة".
انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ٤/ ١١٤ - ١١٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٣٥ - ١٣٨. "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ٢/ ٢٤٣.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢١/ ٨٣، "لسان العرب" لابن منظور ١٠/ ٣١٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٤٤.
(٣) روى مسلم (٣٠٢٠) في كتاب التفسير، عن عائشة رضي الله عنها: في قوله -عز جل-: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ} الآية، قالت: كان ذلك يوم الخندق.

<<  <  ج: ص:  >  >>