للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وابن سيدنا، فما زالوا يكلمونه حتى كاد (يقاربهم في بعض ما يريدون، ثم) (١) عصمه الله عز وجل من ذلك، فأنزل الله عز وجل هذِه الآية.

وقال مجاهد: مدح آلهتهم وذكرها (٢)، ففرحوا.

و(روى ابن جريج عنه، قالوا له: ) (٣) ائت آلهتنا فامسسها، فذلك


(١) في "جامع البيان" ١٥/ ١٣٠: أن يقارفهم، ثم منعه الله وعصمه من ذلك فقال: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}، وبطريق معمر عن قتادة في تفسير الآية قال: أطافوا به ليلة فقالوا: أنت سيدنا وابن سيدنا فأرادوه على بعض ما يريدون، فهمّ أن يقارفهم في بعض ما يريدون، ثم عصمه الله فذلك قوله {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} الذي أرادوا فهمّ أن يقارفهم فيه، وبلفظ المصنف ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٩٧) غير قوله وكان من قولهم أن قالوا عند الواحدي بدل هذِه العبارة فقالوا.
(٢) حاشاه - صلى الله عليه وسلم -وقد ذكر آنفًا- أنه كان يقاربهم في بعض ما يريدون فعصمه الله، وقال سبحانه: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} فثبته الله، مقاربة الركون لم تقع منه فضلًا عن الركون، ورفض - صلى الله عليه وسلم - إتيان آلهتهم ولمسها بطرف الأصابع، وهذِه زنيرة رضي الله عنها عذبت في الله حتى ذهب بصرها فقال المشركون: أعمتها اللات والعزى، فقالت: إني كفرت باللات والعزى، كذبوا والله، ما يغني اللات والعزى، ولا تنفعان، وكذلك أم عمار سمية رضي الله عنها تحملت في الله أشد التعذيب والنكال، وجادت بعرضها ونفسها ولكنها لم تسمح بشطر كلمة في مدح آلهة الكفار وأئمة الكفر، وكذلك بلال وياسر وخبيب وخباب -المستضعفون من المؤمنين- رَضِيَ الله عَنْهم وأرضاهم، ثبتوا صابرين محتسبين على ما أصابهم في الله معلنين توحيد الله تعالى، فكيف يتصور الخضوع للكفار وآلهتهم من أفضل أولي العزم عليه السلام! ! ! وقد قال عليه السلام لخباب - رضي الله عنه - ما قال، وقد كلفه الله تعالى بقوله {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (٩٤) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)} [الحجر: ٩٤ - ٩٥].
(٣) في (أ): قال ابن جريج: قالوا: ائت .. ، والمثبت من (ز) وهو الموافق لما روى =

<<  <  ج: ص:  >  >>