للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أناسًا (من أهل) (١) العراق يزعمون أن عليًّا رضي الله عنه مبعوث قبل يوم القيامة ويتأوَّلون هذِه الآية، فقال ابن عباس رضي الله عنهما كذب أولئك، إنما هذِه الآية عامة للناس، لو كان علي (٢) رضي الله عنه مبعوثًا قبل يوم القيامة ما أنكحنا نساءه ولا قسمنا ميراثه، قال الله تعالى ردًّا عليهم {بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} وفي الخبر: أن الله تعالى يقول: كذبني ابن آدم ولم يكن له أن يكذبني، وشتمني ابن آدم ولم يكن له أن يشتمني، فأما تكذيبه إياي فحلفه بي: أني لا أبعث الخلق (٣) وأما شتمه (٤) إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا وأنا الواحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد (٥).


(١) عند الطبري فيما سبق: بهذا العراق، وفي (ز)، (م): بالعراق.
(٢) في (م): عليًّا منصوبًا، وهو خطأ؛ لأنه اسم كان.
(٣) سقط من (ز).
(٤) في (ز): سبه.
(٥) أخرج البخاري هذا الحديث القدسي في كتاب التفسير، سورة الإخلاص (٤٩٧٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال اللِّه: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشثمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: أتخذ الله ولدًا وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفئًا أحد" (٤٩٧٥) أيضًا نحوه. وأسند الطبري إلى عطاء بن أبي رباح أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: "قال الله: سبني ابن آدم ولم يكن ينبغي له أن يسبني وكذبني ولم يكن ينبغي له أن يكذبني فأما تكذيبه إياي فقال: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} قال: قلت! (بلى وعدًا عليه حقا) وأما سبه إياي فقال: (إن الله ثالث ثلاثة) وقلت: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} "جامع البيان" ١٤/ ١٠٥. =

<<  <  ج: ص:  >  >>