للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال بعضهم: لن تقبل توبتهم عند الغرغرة والحشرجة (١) (٢). وقال الحسن، وقتادة (٣)، وعطاء: لن تقبل توبتهم؛ لأنهم (٤) لا يتوبون إلَّا عند حضور الموت، والله تعالى يقول: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} الآية (٥).

وقال مجاهد: لن تقبل توبتهم بعد الموت، إذا ماتوا على الكفر (٦).

وقال ابن عبَّاس (٧)، وأبو العالية: لن تقبل توبتهم ما أقاموا على


(١) الغرغرة: تردد الصوت في الحلق.
انظر: "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٤/ ٥١١ (الغرغرة)، "أساس البلاغة" للزمخشري ١/ ٦٩٨.
والحشرجة: صوت المريض يردده في حلقه.
انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري ١/ ١٩١ (الحشرج)، "المحيط في اللغة" لإسماعيل بن عباد ٣/ ٢٥٦ (حشرج).
(٢) هو قول الحسن وقتادة ومجاهد والسدي، كما في "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٤٧٠.
وانظر: "تنوير الأذهان" للبُرسُويّ ١/ ٢٥٥.
(٣) انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ٢/ ٧٠٢.
(٤) من (س)، (ن).
(٥) النساء: ١٧.
وانظر قول قتادة والحسن في "جامع البيان" للطبري ٣/ ٣٤٢ - ٣٤٣.
(٦) أنكر الطبري في "التفسير" ٣/ ٣٤٥ قول مجاهد، لأن التوبة من العبد غير كائنة إلَّا في حال حياته، فأما بعد مماته فلا توبة.
وانظر: "الكشاف" للزمخشري ١/ ٥٧٩، "التحرير والتنوير" لابن عاشور ٣/ ٣٠٤.
(٧) انظر قول ابن عباس في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>