للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم بفتح القاف. غيرهم بالكسرة.

فمن فتح القاف فمعناه: واقررن، أي: الزمن بيوتكن، من قولك: قررت في المكان، أقر قرارًا، وقررت أقر، لغتان، فحذفت الراء الأولى التي هي عين الفعل، ونقلت حركتها إلى القاف فانفتحت كقولهم في: ظللت وظلت، قال الله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} (١) و {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} (٢)، والأصل فظللت، فحذفت إحدى اللامين.

قراءة ابن أبي عبلة: (واقررن) بفتح الراء على الأصل في لغة من يقول: قررت أقر قرارا.


= فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى (وهذا من باب التنبيه على الأعظم ليشمل الأدنى من باب أولى) هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بنصوص تحض على لزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم - "وبيوتهن خير لهن". رواه أبو داود كتاب الصلاة، باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد (٥٦٧).
قال ابن العربي: لقد دخلت نيفا على ألف قرية، فما رأيت نساء أصون عيالًا، ولا أعف من نساء نابلس، التي رمي بها الخليل في النار، فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارًا إلا يوم الجمعة، فإنهن يخرجن إليها حتَّى يمتلى المسجد منهن، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى، وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتَّى استشهدن فيه.
فكيف لو رأى ابن العربي ما نحن فيه الآن من اختلاط وتبرج وسفور؟ ! ! فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ١٨٠ - ١٨١.
(١) الواقعة: ٦٥.
(٢) طه: ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>