للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ الجحدري (١): (غَشاوة) بفتح الغين (٢). وقرأ أصحاب عبد الله: (غَشوة) بفتح الغين من غير ألف (٣).

{وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: القتل والأسر في الدُّنيا، والعذاب الدائم في العقبى.

والعذاب: كل ما يُعنِي الإنسان ويشق عليه، ومنه عذبة السوط؛ لما فيها من وجود الألم (٤). وقال الخليل: العذاب ما يمنع الإنسان من مراده، ومنه الماء العذب؛ لأنَّه يمنع (٥) من العطش (٦).

ثم نزلت في المنافقين عبد الله بن أُبَي ابن سلول، ومُعتّب بن قُشير، وجَدّ بن قيس وأصحابهم، حين قالوا: تعالوا إلى خُلَّةٍ نسلم بها من (٧) محمد وأصحابه، ونكون مع ذلك متمسكين بديننا.


(١) الجحدري: عاصم بن أبي الصباح العجاج، وقيل: ميمون أبو المجشِّر -بالجيم والشين المعجمة مشددة مكسورة- الجحدري البصري، أخذ القراءة عرضًا عن سليمان بن قتة، عن ابن عباس، وقرأ -أيضاً- على نصر بن عاصم والحسن ويحيى بن يعمر، وروى حروفًا عن أبي بكر، عن النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم -، مات قبل (١٣٠ هـ). "غاية النهاية" لابن الجزري ١/ ٣٤٩.
(٢) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (٢)، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦١، "الميسَّر" (ص ٣)، ونسبوه إلى الحسن.
(٣) "الشواذ" لابن خالويه (ص ٢)، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٧٧.
(٤) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٦٥، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٣٢، "عمدة الحفَّاظ" للسمين الحلبي ٣/ ٤٢، وعذبة السوط: طرفه، والجمع: عَذَبٌ. انظر "لسان العرب" لابن منظور ٩/ ١٠١ (عذب).
(٥) بعدها في (ش): الإنسان.
(٦) "العين "للخليل ٢/ ١٠٢، ١٠٣.
(٧) في (ج): عن.

<<  <  ج: ص:  >  >>