للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مستضعفون، فلمّا ألحّ عليهم صالحٌ بالدعاء والتبليغ، وأكثر لهم التخويف والتحذير. سألوه أن يريهم آية تكون مصداقًا لقوله، فقال لهم: أي آية تريدون؟ قالوا: تخرج معنا إلى عيدنا هذا، وكان لهم عيد يخرجون إليه بأصنامهم، في يوم معلوم من السنة، فتدعو إلهك وندعو آلهتنا، فإن أستجيب لك اتبعناك وإن استجيب لنا اتبعتنا. فقال لهم صالح: نعم، فخرجوا بأوثانهم إلى عيدهم ذلك، وخرج صالح معهم فدعوا أوثانهم وسألوها أن لا يستجاب لصالح في شيء ممّا يدعو به. ثمّ قال جُندَع بن عمرو بن حواس وهو سيّد ثمود يومئذ: يا صالح أَخْرِج لنا من هذِه الصخرة، لصخرة منفردة في ناحية الحجر يقال لها: الكاثبة، ناقة (مُخْتَرِجَة جَوْفَاء) (١) وَبْرَاء (٢)، والمُخْتَرِجَة ما شَاكَلَ البُخْتُ (٣) من الإبل، فإن فعلت ذلك صدّقناك وآمنّا بك، فأخذ صالح عليهم مواثيقهم لإن فعلت لتصدقني ولتومنن بي، قالوا: نعم، وصلّى صالح ركعتين ودعا ربه فتمخضت (٤)


(١) من و (س) (ت).
(٢) الوَبَرُ: صوف الإِبل والأَرانب ونحوها، ويقال جمل وَبِرٌ وأَوْبَرُ إِذا كان كثير الوَبَرِ، وناقة وَبِرَةٌ ووَبْراءُ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٢٧١ (وبر).
(٣) البُخْتِ: جمالٌ طوالُ الأَعْناق ويُجْمَع على بُختٍ وبَخَاتٍ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٩ (بخت).
(٤) أي أَخذها المطلق، والمَخاضُ وَجعُ الوِلادةِ وكلُّ حامل ضرَبها الطلْقُ فهي ماخِضٌ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٢٢٨ (مخض).

<<  <  ج: ص:  >  >>