للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد وابن إسحاق وابن زيد وعمرو بن شعيب: هي شهور العهد (١).

وقيل لها حُرُم؛ لأن الله تعالى حرّم على المُؤْمنين فيها دماء المشركين والتعرض لهم إلَّا على سبيل الخير.

{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} في الحل والحرم {وَخُذُوهُمْ} وأسروهم (٢).

{وَاحْصُرُوهُمْ}: وامنعوهم دخول مكة والتصرف في بلاد الإِسلام {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} أي: على كل طريق ومرقب، يقال: رصدت فلانًا أرصده رصدًا إذا رقبته (٣).


(١) انظر أقوالهم مسندة في "جامع البيان" للطبري ١٠/ ٧٩ وذكرها البَغَوِيّ في "معالم التنزيل" ٤/ ١٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٧٢.
واختار هذا القول الحافظ ابن كثير، وتعقّب القول الأول حيث قال بعد ذكره له في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ١٤٨: وفيه نظر، والذي يظهر من حيث السياق ما ذهب إليه ابن عباس في رواية العوفي عنه، وبه قال مجاهد و .. أن المراد بها أشهر التسيير المنصوص عليها بقوله: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} ثم قال: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ} أي: إذا انقضت الأشهر الأربعة التي حرمنا عليكم فيها قتالهم وأجلناهم فيها فحيثما وجدتموهم فاقتلوهم, لأن عود العهد على مذكور أولى من مقدّر، ثم إن الأشهر الأربعة المحرمة سيأتي بيان حكمها في آية أخرى بعدُ في هذِه السورة. اهـ. وانظر أَيضًا: "فتح القدير" للشوكاني ٢/ ٤٢٣.
(٢) انظر: "تفسير غريب الحديث" لابن قتيبة (ص ١٨٣)، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٦٧)، "مشكل إعراب القرآن" لمكي (ص ١٨٥).
(٣) انظر: "تفسير غريب الحديث" لابن قتيبة (ص ١٨٣)، "غريب القرآن" لليزيدي (ص ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>