للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عامر بن الطفيل (١):

ولقد علمت وما إخال سواه ... إن المنية للفتى بالمرصدِ

{فَإِنْ تَابُوا} من الشِّرك {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} يقول: دعوهم فليتصرفوا في أمصارهم ويدخلوا مكة {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: {غَفُوُرُ} لمن تاب {رَحِيمٌ} به.

واختلف العلماء في حكم هذِه الآية:

فقال الحسين بن الفضل: نُسِخَت بهذِه الآية كلُّ آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر على أذى الأعداء (٢).

وقال الضحّاك: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} منسوخة بقوله تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} (٣) (٤).


(١) البيت له في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٢٥٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٨/ ٧٣، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ٥، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ١٣.
وروايته في بعضها: وما إخالك ناسيا.
(٢) أورده البَغَوِيّ في "معالم التنزيل" ٤/ ١٤، وذكره بمعناه وبغير نسبة مكّيّ بن أبي طالب في "الإيضاح" (ص ٣٠٩) وعزاه لأكثر العلماء، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص ٣٦٠) وقال: وقد ذكر بعض من لا فهم له من ناقلي التفسير أن هذِه الآية نسخت من القرآن مائة وأربعًا وعشرين آية .. وهذا سوء فهم ..
(٣) محمَّد: ٤.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ٨٠ من طريق أَحْمد بن إسحاق، عن أبي أَحْمد، عن سفيان، عن جويبر، عن الضحاك .. بنحوه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>