للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحوالكم القبيحة (١)، وقيل: سقيم لعله عرضت له، فإنه إنما نظر في النجوم مستدلًا بها على وقت حُمّى كانت تأتيه (٢).

والصحيح أنه لم يكن سقيمًا لما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لقد كذب إبراهيم ثلاث كذبات ما منها واحد إلا وهو يماحل ويناضل بها عن دينه، قوله تعالى: {إِنِّى سَقِيمٌ} وقوله: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} (٣) وقوله لسارة: هذِه أختي (٤).


(١) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٥٦ وقد سقط من (م).
(٢) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٥٦.
(٣) الأنبياء: ٦٣.
(٤) اختلف القائلون بأن إبراهيم -عليه السلام- لم يكن سقيمًا في توجيه قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩)} فقال قومٌ:
هذا من المعاريض في الكلام لمقصد شرعي ديني، كما جاء عند البيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ١٩٩ بسند صحيح عن عمر بن الخطاب وعمران بن الحصين موقوفًا عليهما: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب.
قال أصحاب هذا القول: وإنما سمي قول إبراهيم كذبًا تجوزًا. ذهب إلى هذا القول ابن كثير وابن الجوزي والقرطبي والألوسي وابن عطية وغيرهم.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٢/ ٣٤، "زاد المسير" لابن الجوزي ٧/ ٦٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٩٣، "روح المعاني" للألوسي ٢٣/ ١٠١، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٤٧٨.
وقال آخرون: بل هو من قبيل الكذب، واستدلوا بالحديث الذي أخرجه البخاري كتاب الأنبياء، باب: واتخذ الله إبراهيم خليلا (٣٣٥٨)، ومسلم كتاب الفضائل، باب: من فضائل إبراهيم (٢٣٧١) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لم يكذب إبراهيم النبي -عليه السلام- قط إلا ثلاث كذبات ثنتين في ذات الله قوله {إِنِّي سَقِيمٌ} وقوله {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} وواحدة في شأن سارة" الحديث. =

<<  <  ج: ص:  >  >>