ولذا فقد أولى الثعلبي هذا العلم عناية فائقة، وتطرَّق في مواضع كثيرةٍ جدًا إلى إعراب الآيات.
ومن الأمثلة على ذلك:
عند قوله تعالى:{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ}[البقرة: ١٧٣] يذكر الثعلبي قاعدةً في الإعراب فيقول: (غير) نصبٌ على الحال وقيل: على الاستثناء. وإذا رأيتَ غير تصلح في موضعها لا فهي حال، وإذا صلح في موضعها إلا فهي استثناء. فقِسْ على هذا ما ورد عليك من هذا الباب.
ويقول عند قوله تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: و (إيّا) كلمة ضمير مكنية، لا يكون إلا في موضع النصب. والكاف: في محلّ الخفض بإضافة (إيّا) إليها، وخُصَّ بالإضافة إلى المضمر، ولا يضاف إلى الاسم المظهر إلا شاذًا.
ويقول في إعراب {الم} أول سورة البقرة:
وأما محلّ (ألم) من الإعراب، فرفع بالابتداء، وخبره فيما بعده. وقيل:(ألم) ابتداء، و (ذلك) ابتداء آخر، و (الكتاب) خبره، وجملة الكلام خبر الابتداء الأول.
= "إعراب القرآن" للنحاس، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج، و "إملاء ما من به الرحمن"، و "التبيان" كلاهما للعكبري، وغيرها. كما أنَّ كتب معاني القرآن ونحوها تعتني بإعراب القرآن، أمثال: "معاني الفراء"، والأخفش وغيرهما.