للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن عجبت من ذلك لما أخبرتك. فقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "فإن الله تعالى يأبى إلَّا ذلك" فقال: صدق الله ورسوله، فلم يلبثوا إلَّا يسيرًا حتَّى جاء ابن عم له يقال له: هلال بن أميَّة من حديقة له، فرأى رجلًا مع امرأته يزني بها فأمسك حتَّى أصبح، فلما أصبح غدا على رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - وهو جالس مع أصحابه، فقال يا رسول الله: إنِّي جئت إلى (١) أهلي عشاء فوجدت رجلًا مع أهلي، رأيت بعيني وسمعت بأذني. فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أتاه به وثقل عليه جدًّا حتَّى عرف ذلك في وجهه، فقال هلال - رضي الله عنه -: والله يا رسول الله إنِّي لأرى الكراهية (٢) في وجهك مما أتيتك به، والله يعلم إنِّي لصادق، وما قلت إلَّا حقًّا، وإني لأرجو أن يجعل الله تعالى لي (٣) فرجًا. فهمَّ رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - بضربه. قال: واجتمعت الأنصار فقالوا: ابتلينا بما قال سعد، أيُجْلد هلال وتبطل شهادته (٤). فإنَّه لكذلك ورسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - يريد أن يأمر بضربه، إذ نزل عليه الوحي، فأمسك أصحابه عن كلامه حين عرفوا أن الوحي قد نزل حتَّى فرغ، فأنزل الله -عز وجل-: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} إلى آخر الآيات. فقال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "أبشر يا هلال فإن الله -عز وجل- قد جعل


(١) من (م)، (ح).
(٢) في (م): الكراهة.
(٣) من (ح).
(٤) وبطلان شهادة القاذف محمول على أنَّه إذا لم يتب من القذف كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>