للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والرزق: هو المهيأ للانتفاع به، فإن كان طعامًا فللتغذي، وإن كان لباسًا فللتدفي والتوقي، وإن كان مسكنًا (فالانتفاع به سكنى) (١)، وقد ينتفع المنتفع بما (٢) هيئ (٣) للانتفاع به على وجهين (٤): حلالًا وحرامًا، فلذلك قلنا: إن الله -عز وجل- رزق الحلال والحرام (٥). وأصل الرزق في اللغة: الحظ والنصيب (٦).

{يُنفِقُونَ}: يتصدقون، وأصل الإنفاق: الإخراج عن اليد أو عن الملك، يقال: نفق المبيع إذ كُثر مشتروه فأسرع خروجه، ونفقت الدابة: إذا خرج روحها، ونافقاء اليربوع من ذلك؛ لأنَّه إذا أُتي من قبل القاصعاء ضرب النافقاء برأسه فانتفق؛ أي (٧): خرج منه. والنفق: سربٌ في (٨) الأرض له مخلص إلى مكان آخر يخرج إليه (٩).


(١) في (ت): فللاستظلال والانتفاع به والسكنى.
(٢) في (ف): بها.
(٣) في (ج): هيِّئ له. وفي (ت): هو.
(٤) في (ج)، (ش)، (ف): الوجهين.
(٥) خلافًا للمعتزلة القائلين: إنَّ الحرام ليس برزق، وإنَّما يرزق الله الحلال فقط.
انظر "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٥٥، "الانتصاف" للاسكندراني، بحاشية "الكشاف" ١/ ٤٩.
(٦) "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب (ص ٣٥١)، "عمدة الحفَّاظ" للسمين الحلبي ٢/ ٨٧.
(٧) في (ف): إذا.
(٨) في (ش): من.
(٩) "البسيط" للواحدي ٢/ ٤٤٣، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٦٣، "مفاتيح الغيب" للرازي ١٢/ ٢٠٧، "تهذيب اللغة" للأزهري ٩/ ١٩٢ (نفق).

<<  <  ج: ص:  >  >>