للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للكناية على اللفظ.

{ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا} متراكمًا بعضه فوق بعض {فَتَرَى الْوَدْقَ} المطر {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} أي: من وسطه -وهو جمع خَلَل (١).

وقرأ ابن عباس والضحاك: (من خَلَله) على التوحيد (٢).

{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} أي: البرد {مِنَ} صلة (٣).

وقيل: معناه وينزل من السماء قدر جبال، أو أمثال جبال من برد إلى الأرض فـ (من) الأولى للغاية لأن ابتداء الإنزال من السماء، والثانية للتبعيض لأن البرد بعض الجبال التي في السماء، والثالثة: لتبيين الجنس لأن جنس تلك الجبال جنس البرد (٤).


(١) كجبل وجبال وقيل إن (خلاله) مفرد.
انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (٣٠٦)، "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٥٣، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٩، "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٥٤٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٤٢٦.
(٢) وهي قراءة شاذة أخرجها الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٥٣ عنهما.
ورويت أيضًا عن ابن مسعود ومعاذ العنبري عن أبي عمرو.
انظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٦٨، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٩، "بحر العلوم" للسمرقندي ٢/ ٤٤٣، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٤٢٦، "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ٢/ ١٨٨.
(٣) قاله الأخفش والفراء والزجاج.
انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٥٦، "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٥٤٤، "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٥٤.
(٤) وهذا إنما يجيء على قول من ذهب من المفسرين إلى أن قوله (من جبال فيها من برد) معناه أن في السماء جبال برد ينزل الله منها البرد، وأما من جعل الجبال =

<<  <  ج: ص:  >  >>