(١) وذلك أن موسى -عليه السلام- جاء إلى بني إسرائيل وهم مستعبدون فلما أطاعوا أورثهم الأرض ومكن لهم فيها كما قال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا} [الأعراف: ١٣٧] وقال: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥)} [القصص: ٥]. وهذِه سنة الله في جميع الأمم الماضية فمن أقام أوامر الله في أرضه نصره الله وأيده ومكن له وبدله بعد الخوف أمنا، فآدم -عليه السلام- استخلف وكذا داود -عليه السلام- لذا فالأولى حمل الآية على العموم وعدم تخصيصها ببني إسرائيل فهذِه سنة الله في خلقه كما سبق وإنما بنوا إسرائيل هم أحد تلك الأمم. انظر: "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٥٨ - ١٥٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٥٨، "الوسيط" للواحدي ٣/ ٣٢٦. (٢) ويبتدئون بكسر همزة الوصل وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر وحفص عن عاصم. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٥٨)، "التيسير" للداني (١٣٢)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٢٦٨). (٣) أي: إن الفعل (استخلف) مسند إلى ضمير اسم الله تعالى وقد تقدم ذكره في قوله سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}، فقوله: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} يعود إليه فكذلك {كَمَا اسْتَخْلَفَ}.