كتاب تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير

٢٥ - سورة الفرقان - ٢٥ - ج: 19 - ص: 393

فيهما (١)، على معنى تتشقق السماء. {بِالْغَمَامِ} أي: عن الغمام (٢)، والباء وعن يتعاقبان كما يقال: رميت عن القوس وبالقوس بمعنى واحد (٣).

قال المفسرون: وهو غمام أبيض رقيق مثل الضبابة ولم يكن إلا لبني إسرائيل في تيههم (٤)، وهو الذي قال الله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} (٥) (٦).

---

= انظر: "الحجة" لابن خالويه (٢٦٥)، "الحجة" لابن زنجلة (٥١٠)، "الحجة" للفارسي ٥/ ٣٤١، "معاني القراءات" ٢/ ٢١٦، "الموضح في القراءات" لابن أبي مريم ٢/ ٩٢٨، "الكشف" لمكي ٢/ ١٤٥، "شرح الهداية" ٢/ ٤٤٥.
وقوله: في سورة (ق): يعني: قوله تعالى: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (٤٤)} [ق: ٤٤].
(١) انظر: المراجع السابقة في هامش (٣).
(٢) وهو قول مقاتل في "تفسيره" ٣/ ٢٣١، والفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٢٦٧، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" (٣١١)، والطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٦، وابن فورك في "تفسيره" ٢/ ١٩/ أ.
(٣) انظر: "الأزهية" للهروي (ص ٢٧٩)، "نزهة الأعين النواظر" لابن الجوزي (ص ٤٣٩)، "الجنى الداني" للمرادي (ص ٤١).
(٤) التيه في اللغة الحيرة، وهي عقوبة من الله لبني إسرائيل استغرقت أربعين سنة يسيرون في فراسخ قليلة يومهم وليلهم فكانوا سيارةِ لا قرار لهم تائهين. قال تعالى: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} [المائدة: ٢٦].
(٥) البقرة: ٢١٠.
(٦) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ٦، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦٨٢ عن مجاهد، ونسبه ابن حبيب في "تفسيره" ٢١٤/ ب، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٧٢/ ب إلى ابن عباس.
وقال به مقاتل في "تفسيره" ٣/ ٢٣١ - ٢٣٢.