للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مثل البَرَابِخ (١)، ونزحوا ما فيها من الماء ثم حفروا في قرارها بئرًا ضيقة المدخل عميقة، وأرسلوا فيها نبيهم وألقموا فاها صخرة عظيمة، ثم أخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا: نرجو الآن أن ترضى عنا آلهتنا إذا رأت أنا قد قتلنا من كان يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها تشتفي منه، فيعود لها نورها ونضارتها كما كان، فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه السلام وهو يقول: سيدي قد ترى ضيق مكاني، وشدة كربي، فارحم ضعف ركني وقلة حيلتي، وعجل قبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي حتى مات عليه السلام.

فقال الله تعالى لجبريل عليه السلام: "إن عبادي هؤلاء غرهم حلمي وأمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي (٢)، وأنا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي، وإني حلفت لأجعلنهم عبرة ونكالًا للعالمين، فلم يرعهم وهم في عيدهم إلا ريح عاصف شديد الحمرة فذعروا منها، وتحيروا فيها، وانضم بعضهم إلى بعض، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد، وأظلتهم سحابة سوداء فألقت عليهم كالقبة حجرًا تلتهب، فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في النار". فنعوذ بالله من غضبه ودرك نقمته (٣).


(١) جمع بَرْبَخ وهو منفذ الماء ومجراه، والبالوعة من الخزف وغيره.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٨، "المعجم الوسيط" ١/ ٤٦.
(٢) في (م)، (ح): رسلي.
(٣) الأثر أورده بطوله المصنف في "عرائس المجالس" (١٣٣) عن علي بن الحسين به ولم أقف له على إسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>