للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأنث فعل الظهر لأن الكف تجمع الظهر وتكفي منه، كما أنك مكتفٍ بأن تقول (خضعتُ لك) من أن تقول (خضعتْ لك رقبتي) وتقول العرب: كُلُّ ذي عَيْنٍ ناظرٌ إليك (وناظرةٌ إليك) (١) لأن قولك نظرتْ إليك عيني ونظرتُ إليك بمعنى واحد، وهذا سائغ (٢) في كلام العرب أن يترك الخبر عن الأول ويعمد إلى الآخر فيجعل له الخبر يقول الراجز:

طُوْلُ الليالي أَسْرَعتْ فِي نَقْضي ... طَوينَ طُولي وطَوَيْنَ عَرْضِي (٣)

فأخبر عن الليالي وترك الطول.

وقال جرير:

أرى مَرَّ السِّنينَ أَخَذْنَ مِنِّي ... كما أَخَذ السِّرارُ مِن الهلال (٤)


(١) من (م).
(٢) في (م): وهو شائع.
(٣) اختلفوا في عزو هذ الرجز فنسبه إلى العجاج أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٩٩.
وهو ملحق في "ديوان العجاج" (٨١).
ونسبه بعضهم إلى الأغلب العجلي.
(٤) البيت له في "ديوانه" (٣٤١)، وفي "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٩٨، ٢/ ٨٣، "جامع البيان" للطبري ١٩/ ٦٢.
وبلا نسبة في "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٧٣، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٨٢ وفي بعضها رأت، مرّ، والسرار: اختفاء الهلال آخر الشهر، وأخذُ السرار منه يعني: نحوله كلما دنا لآخر الشهر والشاهد فيه قوله: (أخذن مني) حيث أعاد الضمير على السنين ولو أعاده على (مر) وهو مفرد لقال أخذ مني.

<<  <  ج: ص:  >  >>