وإسناده حسن. وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" ٢/ ٧٧ من طريق محمَّد بن أبي ذئب، عن محمَّد بن عمرو به. وأخرجه ابن ماجه (٣٧٦٤) من حديث عائشة أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى إنسان يتبع طائراً، فقال: "شيطان يتبع شيطاناً". قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح، رجاله ثقات. وأخرجه ابن ماجه أيضاً برقم (٣٧٦٦) من حديث عثمان بن عفان أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً وراء حمامة فقال: "شيطان يتبع شيطانة". قال البوصيري في "الزوائد": رجال الإسناد ثقات، غير أنَّه منقطع. وحسَّن الحديث الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" ٢/ ٣١١. قال ابن حبَّان: اللاعب بالحمام لا يتعدى لعبه من أن يتعقَّبه بما يكره الله جل وعلا والمرتكب لما يكره الله عاصٍ، والعاصي يجوز أن يقال له: شيطان، وإن كان من أولاد آدم. قال الله تعالى {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} فسمى العصاة منهما شياطين، وإطلاقه - صلى الله عليه وسلم - اسم شيطان على الحمامة للمجاورة، ولأن الفعل من العاصي بلعبها تعدَّاه إليها. (١) قال ابن الأثير عند حديث "لا يزال الشيطان ذاعراً من المؤمن"، أي: ذا ذُعْر وخوف، أو هو فاعل بمعنى مفعول: أي: مذعور. "النهاية" ٢/ ١٦١. وانظر "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٤٣. (٢) في (ف): فأي الشياطين. في (ت): وأي شيطان.